عندما كنا اطفال ,إعتقدنا و لزمن طويل أن جارتنا شريرة إلى حد ما , وذلك بسبب دعواتها عندمىا يقتحم أي منا بقصد أو من دونه حرمة صيصانها أو بيتها بما هو معروف عن الأطفال من شقاوة, و خاصة تلك الدعوة عمى يعميكو, ولكن تلك الصورة تبدلت بالكامل عندما كبرنا و تحولت شقاوة الأطفال فينا إلى إلى شقاوة من نوع آخر محببة لنفوسنا و تجد صداها الايجابي لدى الأهل و الجيران و ربما جميع سكان قريتنا , شقاوة مفعمة بحب الوطن و عدم الرضا عن الأحوال السائرة في البلاد , وقادتنا تلك الشقاوة إلى التصادم مع رجال العسس و الدرك و غيرهم من رجال الأمن , كما قادتنا أيضا إلى الحضن الدافيء لتلك الجارة و هي تغلق باب بيتها خلفنا و تقف على الباب لتتصدى لهؤلاء عند مطاردتهم لنا إثر المظاهرات أو تلك الشقاوات الأخرى التي كنا نمارسها , و كنا نسمعها و هي تقول لهم ما شفت حدا , ابعدوا من هون عمى يعميكو.
و مع الزمن كبرت فينا الشقاوة و كب معها دور الجارة التي باتت عزيزة على كل واحد فينا و غدت الملجأ الآمن لنا ,و لكل من قاوم الظلم . كبر دورها ليتجاوز حدود القرية و المخيم و المدينة , و جر عليها هذا الدور و الموقف الهجمات الكثيرة من رجال العسس و الدرك , و تعرضت للأذى الكبير , الأمر الذي و غيرنا للإلتفاف حولها , كان حبنا لها يكبر و كنا نجد فيها حبا للوطن, و في دفاعنا عنها دفاعا عن الوطن.
كان أكثر ما يغيظها و يبعث الحنق في نفسها أن يتحول أحد منا بمرور الزمن و تغير المواقف و المصالح إلى واحد من أولئك الذين يهاجمونها و يتعرضون بالأذى لمحبيها و المدافعين عنها ,و لم يكن غريبا أن يكون اولئك المتحولون هم من أقسى الناس عليها و كأنهم ينتقومن من أنفسهم , أو من سنوات إعتقدوا أنها يجب أن تمحى من ذاكرتهم أو ربما و الله أعلم أنهم يريدون ضرب كل ما يذكرهم بذلك الماضي من عمرهم الذي كانوا فيه يحظون بمحبة و إحترام الكثيرين ليس فقط من أبناء القرية و المخيم و المدينة , بل من جميع أبناء الوطن.
و في لحظة عصيبة من تلك اللحظات التي تعرض فيها الوطن للخطر و ما كان أكثرها , و لكن تلك اللحظة تميزت بشدة الأنواء و إختلاط المواقف و عدم الوضوح في الرؤية ألى درجة التخبط و أخد الموقف و نقيضه بين اليوم و اليوم الذي يليه , و في تلك اللحظات و قفت أمامها و قد رأيت في عينيها بريقا لم يسبق أنا رأيته فيهما و سألت عما يحدث و أنا أراها تزداد شبابا و قوة , فقالت :
يا جبل ما يهزك ريح و أضافت : و عشان خاطرك عمى يعميهم
المصدر :كتيب في ذكرى المناضل الراحل المهندس محمود النويهي طبعة 26-5-2006
أرتحلات الدرويش - ص 43-44
الإثنين سبتمبر 23, 2013 2:46 am من طرف العراقي البغدادي
» برنامج الحماية من الفايروسات للفلاشات الشهير USB Security 2013 مع الكراك
الإثنين أبريل 01, 2013 10:43 pm من طرف محمد النويهي
» أقوى برامج التحميل من الإنترنت IDM مع الكراك و الشرح 2013
الإثنين أبريل 01, 2013 10:30 pm من طرف محمد النويهي
» تعريف كرت شاشة Vga 5.01.2600.0000 driver
السبت أكتوبر 27, 2012 11:31 pm من طرف hamzeh111
» ربيع عربي بطعم الكنتاكي
الإثنين أكتوبر 10, 2011 5:05 pm من طرف محمد النويهي
» سرع متصفحك 200% --- طريقة تسريع الفاير فوكس
السبت أغسطس 06, 2011 1:29 am من طرف محمد النويهي
» ائتلاف شباب لإنتفاضة الفلسطينية الثالثة يزورون احد المصابين في ذكرى النكبة
الجمعة يونيو 17, 2011 4:51 am من طرف محمد النويهي
» قِرَائَةِ فِيْ إِنْهَاءِ الْإِنْقِسَامِ الْفِلِسْطِيْنِيِّ الْدَّاخِلِيِّ بَيْنَ فَتْحٍ وَ حَمَاسَ
الثلاثاء مارس 22, 2011 9:10 pm من طرف محمد النويهي
» اربح من الإنترنت و اعمل و انت جالس في مكانك
الأربعاء مارس 16, 2011 9:45 pm من طرف محمد النويهي