تعالت الأصوات خلال الأيام القليلة الماضية المطالبة والدافعة باتجاه انطلاق انتفاضة ثالثة، إلا أن ردة فعل الشارع الفلسطيني لم تتعد مواجهات محدودة في محيط بيت المقدس وبعض المناطق المحدودة في الضفة الغربية بعيدا عن قطاع غزة المحاصر، ولعل هذا التفاعل المحدود بالرغم من عظم الحدث، وضع عدة تساؤلات من قبل المراقبين وعدة تخوفات من قبل من همهم بيت المقدس والمسجد الأقصى، وربما هذه التساؤلات والتخوفات في مكانها لأن الشارع الفلسطيني عودنا على سلوك مغاير لما تم رصده في الأيام القليلة الماضية في ظل ماجرى في مدينة القدس ومحيط المسجد الأقصى المبارك . فهل فقد الشعب الفلسطيني قدرته على التعبير، أو لعله فقد نواة تحركه، أو لعله سئم من تكرار التجارب .
قد نتفق قليلاً مع ما ردده بعض المراقبين في أن الشعب الفلسطيني لا يريد الشروع في انتفاضة ثالثة لأن نتائج سابقتين للثالثة لم تكن بالمستوى المطلوب أو ربما سجل البعض نتائجا سلبية لكلتا الانتفاضتين السابقتين، ولكن تلك النتائج هي بالمنظور الآني القريب أو المنظور المادي بعيداً عن النتائج التي حققت على المدى البعيد، إضافة إلا أن النتائج السلبية لم تكن بسبب الانتفاضات، بل بسبب إجهاضها لأسباب تصفوية وخدمة لمشاريع لفظها الشعب الفلسطيني.
قبل نحو ثلاثة وعشرون عاما انطلقت الانتفاضة الأولى حيث عرفت بانتفاضة الحجارة، الحجر مقابل الترسانة العسكرية الصهيونية على مدار سبع سنين حيث تم إعادة القضية الفلسطينية إلى أصولها، فبعد أن كانت قضية الشعب الفلسطيني هي قضية شعب لاجيء جائع بحاجة إلى " بطاقة الأمم المتحدة " ليوفر طعامه وكسائه، عادت قضية أرض محتلة وحقوق مسلوبة تبحث في اروقة المجتمع الدولي، مما فتح المجال أمام من تصدر لحصاد سريع قبل النضوج لنتائج الانتفاضة، وبيعه بثمن بخس مقابل فتات الأرض بما عرف بسوق أوسلو لاحقاً أو غزة أريحا اولاً، نعم أجهضت الانتفاضة فكان اجهاضها هو سر نتيجتها السلبية، علماً أنها عملت في الكيان الغاصب خير عمل مما أجبره على القبول بسلطة للشعب الفلسطيني مما سمي " بالحكم الذاتي "، وان كانت سلطة تحت امرة الحاكم العسكري الصهيوني، انا لا أمتدح، وغير مبتهج لوجود سلطة منقوصة الصلاحية للشعب الفلسطيني.. ولكن اتحدث عن السبب الذي اجبر الاحتلال على القبول بهذه السلطة تحت ضربات الانتفاضة.
ومضت سبع سنين عجاف من سني أوسلو، أكلت ما قدم لها من سبع سمان..انتفاضة الحجارة، أعيد الشعب بفعل "قيادته" خلال سنين أوسلو إلى شعب متسول على أعتاب المجتمع الدولي..لا أقول الشعب بل أقول قيادة هزيلة تتسول دولة وحقوق، ظناً منها أن الحقوق توهب وتستجدى، إلا أن جاء العام الذي فيه أغيث الناس، انتفاضة الأقصى، انتفاضة بلون جديد وإمكانيات متطورة بعض الشيء، انتفاضة حققت توازن الرعب فالحجر أصبح رصاصة و "المقلاع أمسى صاروخا " فضرب الكيان الغاصب في أمنه واقتصاده، إلى أن كاد الكائدون لها من اجل اجهاضها، نعم قدم الشعب عدد كبير من الشهداء والجرحى والأسرى ولكن الانتفاضة كادت أن تؤتي أكلها لولا ما دبر لها من دخول تيارات غريبة عن الشارع حرفت بوصلته قصراً عن وجهتها بتخطيط صهيوأمريكي.
أن كلتا الانتفاضتين السابقتين بدأت بهبات جماهيرية دون أي تخطيط من قيادة، إلا دور القيادة في كل مرة يأتي مكملا من أجل الدعم وضمان الاستمرارية فالأولى جاءت بعد اشتشهاد عدد من العمال الفلسطينيين، والثانية انطلقت بعد زيارة شارون البائد وتدنيسه للمسجد الأقصى، ونحن في هذه الأيام نعيش ظرفا أعظم بكثير من المسببات الآنفة الذكر، فما يجري هو مقدمات واضحة لحدث عظيم يتمثل في هدم المسجد الأقصى فلماذا لم تنطلق انتفاضة ثالثة على غرار سابقاتها.
بالإضافة لما ذكر اعلاه من سبب قد يكون لها الأثر ولو القليل، فإنه من المعلوم أن نواة التحرك في الشعب الفلسطيني تتمثل في جيل الشباب لا سيما الطبقة المثقفة من طلبة الجامعات والمدارس فهل غابت هذه الطبقة أم غيبت، وأقول أن الوضع السائد في الضفة الغربية قد عمل في جيل الشباب لا سيما الجامعات أكثر بكثير مما عمله جهاز الشاباك في جيل الانتفاضتين، فالشاب الذي لم يعايش التحقيق العسكري في باستيلات التحقيق الصهيونية خلال الانتفاضتين، عاشه وبوحشية اكبر في أروقة تحقيق الاجهرة الفلسطينية، وعلى أقل الأسباب التي تتمثل في توزيع نشرة في جامعة، أو تعليق يافطة تضامنية، أو مشاركة في انتخابات أو نشاطات طلابي، لم تكن تحاسب عليه قوات الاحتلال بالرغم من حظرها للكتل الإسلامية في الجامعات حسب قانون الكيان، فما جرى هو محاولة تغييب وإطفاء شعلة الشباب في المجتمع الفلسطيني، اعتقاداً بأثر هذه الطبقة وقدرتها على قلب الطاولة في وجه الاحتلال وأعوانه، وهذا بأيد فلسطينية للأسف بتخطيط صهيو أمريكي تمثل بقيادة دايتون، وهذا أحد الأسباب الذي يعطل انطلاقة الانتفاضة، فقد أغتيلت طبقة الشباب الطموح بملاحقتهم واعتقلاهم ومنعهم من ممارسة حقوقهم الديمقراطية في الجامعات أو خارجها .
سبب آخر يتمثل بعلانية الرفض لقيام انتفاضة جديدة من قيادة السلطة في رام الله، وايهام الشارع الفلسطيني بل تهديده بلقمة عيشه، مما يسمى زورا بالسلام الاقتصادي، وأن أي تحرك أو احتجاج قد يجر الويلات على الشعب، من فقد للراتب وتجديد للحصار وحرمان من لقمة العيش، وهنا أصبحت سياسة حكومة وقيادة رام الله جزءا من سياسة التجويع والتركيع للشعوب في العالم، في محاولة لترويض العالم على السعي لقوت اليوم فقط مقابل التنازل عن كل الحقوق حتى الإنسانية منها. في تساوق مع إعطاء كل شيء والتنازل عن كل شيء مقابل " السلام عليكم " .
ختاماً هذه محاولة لقراءة الواقع وتوضيح بعض الحقائق ولكن أقول..ليس المهم انطلاق انتفاضة ثالثة بل الأهم هو التحرر من جديد من سياسات إحباط الشعب الفلسطيني ومحاصرة عقله وابتزازه في ابسط حقوقه، وهنا لا اتهم الشعب بالرضوخ فربما هو بحاجة لبعض الوقت لينفض عنه كاهله ثياب اليأس ويرتدي ثياب الأمل، حتى يعود الشعب الذي عرفناه، وحينها لن تكون انتفاضة ثالثة بل سنكف عن إحصاء الانتفاضات، ثانية وثالثة ورابعة.. وسيأتي حينها من يعلق الجرس ويقرعه لا لانتفاضة، بل لحرب تعيد الأرض والحقوق وترفع الرايات خفاقة فوق أسوار القدس وتدك بيوت الخراب على أصحابها، حينها يؤذن بلال ويخطب صلاح، ويعودة بيت المقدس إلى حضنه الأصيل (ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريباً ) .
قد نتفق قليلاً مع ما ردده بعض المراقبين في أن الشعب الفلسطيني لا يريد الشروع في انتفاضة ثالثة لأن نتائج سابقتين للثالثة لم تكن بالمستوى المطلوب أو ربما سجل البعض نتائجا سلبية لكلتا الانتفاضتين السابقتين، ولكن تلك النتائج هي بالمنظور الآني القريب أو المنظور المادي بعيداً عن النتائج التي حققت على المدى البعيد، إضافة إلا أن النتائج السلبية لم تكن بسبب الانتفاضات، بل بسبب إجهاضها لأسباب تصفوية وخدمة لمشاريع لفظها الشعب الفلسطيني.
قبل نحو ثلاثة وعشرون عاما انطلقت الانتفاضة الأولى حيث عرفت بانتفاضة الحجارة، الحجر مقابل الترسانة العسكرية الصهيونية على مدار سبع سنين حيث تم إعادة القضية الفلسطينية إلى أصولها، فبعد أن كانت قضية الشعب الفلسطيني هي قضية شعب لاجيء جائع بحاجة إلى " بطاقة الأمم المتحدة " ليوفر طعامه وكسائه، عادت قضية أرض محتلة وحقوق مسلوبة تبحث في اروقة المجتمع الدولي، مما فتح المجال أمام من تصدر لحصاد سريع قبل النضوج لنتائج الانتفاضة، وبيعه بثمن بخس مقابل فتات الأرض بما عرف بسوق أوسلو لاحقاً أو غزة أريحا اولاً، نعم أجهضت الانتفاضة فكان اجهاضها هو سر نتيجتها السلبية، علماً أنها عملت في الكيان الغاصب خير عمل مما أجبره على القبول بسلطة للشعب الفلسطيني مما سمي " بالحكم الذاتي "، وان كانت سلطة تحت امرة الحاكم العسكري الصهيوني، انا لا أمتدح، وغير مبتهج لوجود سلطة منقوصة الصلاحية للشعب الفلسطيني.. ولكن اتحدث عن السبب الذي اجبر الاحتلال على القبول بهذه السلطة تحت ضربات الانتفاضة.
ومضت سبع سنين عجاف من سني أوسلو، أكلت ما قدم لها من سبع سمان..انتفاضة الحجارة، أعيد الشعب بفعل "قيادته" خلال سنين أوسلو إلى شعب متسول على أعتاب المجتمع الدولي..لا أقول الشعب بل أقول قيادة هزيلة تتسول دولة وحقوق، ظناً منها أن الحقوق توهب وتستجدى، إلا أن جاء العام الذي فيه أغيث الناس، انتفاضة الأقصى، انتفاضة بلون جديد وإمكانيات متطورة بعض الشيء، انتفاضة حققت توازن الرعب فالحجر أصبح رصاصة و "المقلاع أمسى صاروخا " فضرب الكيان الغاصب في أمنه واقتصاده، إلى أن كاد الكائدون لها من اجل اجهاضها، نعم قدم الشعب عدد كبير من الشهداء والجرحى والأسرى ولكن الانتفاضة كادت أن تؤتي أكلها لولا ما دبر لها من دخول تيارات غريبة عن الشارع حرفت بوصلته قصراً عن وجهتها بتخطيط صهيوأمريكي.
أن كلتا الانتفاضتين السابقتين بدأت بهبات جماهيرية دون أي تخطيط من قيادة، إلا دور القيادة في كل مرة يأتي مكملا من أجل الدعم وضمان الاستمرارية فالأولى جاءت بعد اشتشهاد عدد من العمال الفلسطينيين، والثانية انطلقت بعد زيارة شارون البائد وتدنيسه للمسجد الأقصى، ونحن في هذه الأيام نعيش ظرفا أعظم بكثير من المسببات الآنفة الذكر، فما يجري هو مقدمات واضحة لحدث عظيم يتمثل في هدم المسجد الأقصى فلماذا لم تنطلق انتفاضة ثالثة على غرار سابقاتها.
بالإضافة لما ذكر اعلاه من سبب قد يكون لها الأثر ولو القليل، فإنه من المعلوم أن نواة التحرك في الشعب الفلسطيني تتمثل في جيل الشباب لا سيما الطبقة المثقفة من طلبة الجامعات والمدارس فهل غابت هذه الطبقة أم غيبت، وأقول أن الوضع السائد في الضفة الغربية قد عمل في جيل الشباب لا سيما الجامعات أكثر بكثير مما عمله جهاز الشاباك في جيل الانتفاضتين، فالشاب الذي لم يعايش التحقيق العسكري في باستيلات التحقيق الصهيونية خلال الانتفاضتين، عاشه وبوحشية اكبر في أروقة تحقيق الاجهرة الفلسطينية، وعلى أقل الأسباب التي تتمثل في توزيع نشرة في جامعة، أو تعليق يافطة تضامنية، أو مشاركة في انتخابات أو نشاطات طلابي، لم تكن تحاسب عليه قوات الاحتلال بالرغم من حظرها للكتل الإسلامية في الجامعات حسب قانون الكيان، فما جرى هو محاولة تغييب وإطفاء شعلة الشباب في المجتمع الفلسطيني، اعتقاداً بأثر هذه الطبقة وقدرتها على قلب الطاولة في وجه الاحتلال وأعوانه، وهذا بأيد فلسطينية للأسف بتخطيط صهيو أمريكي تمثل بقيادة دايتون، وهذا أحد الأسباب الذي يعطل انطلاقة الانتفاضة، فقد أغتيلت طبقة الشباب الطموح بملاحقتهم واعتقلاهم ومنعهم من ممارسة حقوقهم الديمقراطية في الجامعات أو خارجها .
سبب آخر يتمثل بعلانية الرفض لقيام انتفاضة جديدة من قيادة السلطة في رام الله، وايهام الشارع الفلسطيني بل تهديده بلقمة عيشه، مما يسمى زورا بالسلام الاقتصادي، وأن أي تحرك أو احتجاج قد يجر الويلات على الشعب، من فقد للراتب وتجديد للحصار وحرمان من لقمة العيش، وهنا أصبحت سياسة حكومة وقيادة رام الله جزءا من سياسة التجويع والتركيع للشعوب في العالم، في محاولة لترويض العالم على السعي لقوت اليوم فقط مقابل التنازل عن كل الحقوق حتى الإنسانية منها. في تساوق مع إعطاء كل شيء والتنازل عن كل شيء مقابل " السلام عليكم " .
ختاماً هذه محاولة لقراءة الواقع وتوضيح بعض الحقائق ولكن أقول..ليس المهم انطلاق انتفاضة ثالثة بل الأهم هو التحرر من جديد من سياسات إحباط الشعب الفلسطيني ومحاصرة عقله وابتزازه في ابسط حقوقه، وهنا لا اتهم الشعب بالرضوخ فربما هو بحاجة لبعض الوقت لينفض عنه كاهله ثياب اليأس ويرتدي ثياب الأمل، حتى يعود الشعب الذي عرفناه، وحينها لن تكون انتفاضة ثالثة بل سنكف عن إحصاء الانتفاضات، ثانية وثالثة ورابعة.. وسيأتي حينها من يعلق الجرس ويقرعه لا لانتفاضة، بل لحرب تعيد الأرض والحقوق وترفع الرايات خفاقة فوق أسوار القدس وتدك بيوت الخراب على أصحابها، حينها يؤذن بلال ويخطب صلاح، ويعودة بيت المقدس إلى حضنه الأصيل (ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريباً ) .
الإثنين سبتمبر 23, 2013 2:46 am من طرف العراقي البغدادي
» برنامج الحماية من الفايروسات للفلاشات الشهير USB Security 2013 مع الكراك
الإثنين أبريل 01, 2013 10:43 pm من طرف محمد النويهي
» أقوى برامج التحميل من الإنترنت IDM مع الكراك و الشرح 2013
الإثنين أبريل 01, 2013 10:30 pm من طرف محمد النويهي
» تعريف كرت شاشة Vga 5.01.2600.0000 driver
السبت أكتوبر 27, 2012 11:31 pm من طرف hamzeh111
» ربيع عربي بطعم الكنتاكي
الإثنين أكتوبر 10, 2011 5:05 pm من طرف محمد النويهي
» سرع متصفحك 200% --- طريقة تسريع الفاير فوكس
السبت أغسطس 06, 2011 1:29 am من طرف محمد النويهي
» ائتلاف شباب لإنتفاضة الفلسطينية الثالثة يزورون احد المصابين في ذكرى النكبة
الجمعة يونيو 17, 2011 4:51 am من طرف محمد النويهي
» قِرَائَةِ فِيْ إِنْهَاءِ الْإِنْقِسَامِ الْفِلِسْطِيْنِيِّ الْدَّاخِلِيِّ بَيْنَ فَتْحٍ وَ حَمَاسَ
الثلاثاء مارس 22, 2011 9:10 pm من طرف محمد النويهي
» اربح من الإنترنت و اعمل و انت جالس في مكانك
الأربعاء مارس 16, 2011 9:45 pm من طرف محمد النويهي